وكان مولده عليهالسلام ليلة الجمعة نصف شهر شعبان سنة ست وخمسين ومئتين ، وتاريخ مولده نور ، صلوات الله عليه.
فلا عجب منه وممّا ظهر من برهانه ، وزهر من ساطع بيانه ، فهو خليفة الله على البشر ، وحجّته المنتظر ، سيف الله ورايته ، عين الله وعنايته ، ولله درّ من قال من الرجال ، ولقد أجاد فيما قال :
أقول والنفس مُرخاة أزمّتها |
|
يقودها الوجد من سهل إلى حزن |
مهلاً فقد قربت أوقات منتظر |
|
من عهد آدم منصور على الزمن |
صباح مشرقها مصباح مغربها |
|
مزيل محنتها عن كلّ ممتحن |
أبو الفتوح الّذي تسمو به همم |
|
يدوس بالنعل منها هامة الحصن |
وتنظرين حكيماً من بني مضر |
|
لولاه حين شفاء الدين لم يحن |
يسطو بسيفين من بأس ومن كرم |
|
يستأصلان عروق البُخل والجبن |
بحر زاخر ، وسحاب هامر ، ونور زاهر ، وحسام باتر ، علامات كماله ظاهرة ، وسمات جلاله باهرة ، ومحاسن علائه سافرة ، وهو حجّة الله الظاهرة ، والوسيلة إليه في الدنيا والآخرة.
وأمّا مناقبه صلوات الله وسلامه عليه ومزاياه ، وصفات شرفه وسجاياه ، وما اجتمع فيه من الفضائل ، وخصّ به من المآثر الّتي فاق بها الأواخر والأوائل ، فهي لا يقوم بإثباتها البنان ، ولا ينهض بذكرها اللسان ، لأنّه أرفع مكانة ومحلاًّ ، وأوفى شرفاً ونبلاً ، فكيف تدرك العقول كنه جلاله ؟ أو تدري العلماء الفحول غاية حاله ؟
__________________
وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) [ سورة القصص : ٥ ].
قال موسى : فسألت عقبة الخادم عن هذه ؟ فقالت : صدقت حكيمة.
ورواه الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : ص ٢٣٤ ح ٢٠٤ ، وعنه في البحار : ٥١ : ١٧.
ورواه الطبرسي في إعلام الورى : ص ٣٩٤ ، والإربلي ملخصاً في كشف الغمة : ٣ : ٢٨٨.
وانظر هداية الكبرى للخصيبي : ص ٣٥٥ ح ٢٢٦ ، وعيون المعجزات للشيخ حسين عبد الوهاب : ص ١٤٢ وفيهما إضافات.