روي في كتاب كشف الغمّة عن حكيمة بنت محمّد قالت : لمّا مضى من مولد مولانا صاحب الزمان عليهالسلام أربعون يوماً دخلت على أبي محمّد عليهالسلام أزوره ، وإذا بمولانا الصاحب يمشي في الدار ، فلم أر وجهاً أحسن من وجهه ، ولا لغة أفصح من لغته ، فقال لي أبو محمّد عليهالسلام : « هذا المولود الكريم على الله تعالى ».
فقلت له : يا سيّدي ، بلغ من عمر مولانا أربعون يوماً ولم أدر من أمره شيئاً.
فقال لي : « يا عمّة ، نحن معاشر الأوصياء ننشأ في اليوم كما ينشأ غيرنا في الجمعة ، وننشأ في الجمعة كما ينشأ غيرنا في السنة ».
فقمت وقبّلت رأسه وانصرفت ، وعُدتُ وتفقّدته فلم أره ، فقلت لمولانا أبي محمّد عليهالسلام : ما فعل مولانا ؟
فقال : « يا عمّة ، استودعناه الذي استودعته أمّ موسى » (١).
وكان أبو محمّد عليهالسلام لا يظهره إلاّ للخواصّ من شيعته وثقاته من أهل الإيمان ويحرّضهم على كتمان خبره خوفاً من الحاسدين والمشركين والمنافقين الّذين يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره المشركون (٢).
وروي في كتاب المجالس عن يعقوب بن منقوش قال : دخلت على أبي محمد
__________________
(١) رواه الإربلي في كشف الغمّة : ٣ : ٢٩٠ عن حكيمة قالت : دخلت على أبي محمّد بعد أربعين يوماً من ولادة نرجس ؛ فإذا مولانا الصاحب يمشي في الدار ، فلم أر لغة أفصح من لغته ، فتبسّم أبو محمّد وقال : إنا معاشر الأئمة ننشأ في كلّ يوم كما ينشأ غيرنا في الشهر ، وننشأ في الشهر كما ينشأ غيرنا في السنة.
قالت : ثمّ كنت بعد ذلك أسأل أبا محمّد عنه ، فقال : استودعناه الذي استودعت أم موسى ولدها.
ورواه المسعودي في إثبات الوصيّة : ص ٢٥٠ مع إضافات كثيرة في أوّله ، والشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : ص ٢٣٩ ح ٢٠٧ ، وعنه في البحار : ج ٥١ ص ٢٠ ح ٢٧.
(٢) اقتباس من الآية ٣٢ من سورة التوبة : ٩ ، والآية : ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا ... وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ).