تلك المحاسن في القبور على |
|
مرّ الزمان هوامد دثر |
أبكي اشتياقاً كلّما ذكروا |
|
وأخو الغرام يهيجه الذكر |
روي (١) عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : كيف كانت ولادة فاطمة عليهاالسلام ؟ قال : « نعم ، إنّ خديجة لمّا تزوّج بها رسول الله صلىاللهعليهوآله هجرتها نساء مكّة وكنّ لا يدخلن إليها ولا يسلّمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها ، فاستوحشت خديجة عند ذلك ، فلما حملت بفاطمة عليهاالسلام كانت فاطمة عليهاالسلام تحدّثها في بطنها وتصبّرها ، وكانت تكتم ذلك عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فدخل [ رسول الله صلىاللهعليهوآله ] يوماً فسمع خديجة تحدّث فاطمة صلوات الله عليها ، فقال لها : يا خديجة ، من تُحدّثين ؟
قالت : الجنين الّذي في بطني يحدّثني ويؤنسيني.
قال : يا خديجة ، هذا جبرئيل عليهالسلام يبشّرني أنّها إبنتي وأنّها النسلة الطاهرة الميمونة ، وأنّ الله سيجعل نسلي منها ، وسيجعل من نسلها أئمّة ويجعلهم خلفاء في أرضه بعد انقطاع وحيه.
فلم تزل خديجة كذلك حتّى حضرت ولادتها ، فوجّهت إلى نساء قريش ونساء بني هاشم أن تعالين لتليني منّي ما تلي النساء من النساء ، فأرسلن إليها عصيتينا ولم تقبلي منّا وتزوّجت محمّداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال له ، فلسنا نجيء إليك ولا نلي من أمرك شيئاً.
__________________
(١) ورواه الشيخ الصدوق في الأمالي : المجلس ٨٧ ح ١ ، والطبري الإمامي في دلائل الإمامة : ص ٧٦ ح ١٧ مع اختلاف في بعض الألفاظ.
وأورده ابن شهر آشوب في المناقب : ٣ : ٣٨٨ في عنوان : « فصل في معجزاته عليهالسلام » ، وابن حمزة في الثاقب في المناقب : ص ٢٨٥ في الباب الرابع ، والفتال النيسابوري في روضة الواعظين : ص ١٤٣ ، والراوندي في الخرائج والجرائح : ٢ : ٥٢٤.
ورواه مختصراً القندوزي الحنفي في ينابيع المودة : ص ١٩٨ في الباب ٥٦ وقال : أخرجه الملاّ في سيرته.