أنت المشفّع في الورى |
|
يا خير مهدي وهادي |
لولاك ما حجّ الحجيج |
|
ولا حدى بالعيس حادي |
أنت الّذي لولاك ما |
|
أحيى الكُلى صوب العهاد |
أنت الذي علياك ناف |
|
عُلىً على السبع الشداد |
يا آية الرحمان والسا |
|
قي المشفّع في المعاد |
صلّى عليك الله ما |
|
غيث جرى فوق الوهاد |
وأسند جماعة من أصحابنا رضوان الله عليهم ، منهم الشيخ الفاضل علي بن محمّد بن يونس رحمهالله تعالى في كتابه إلى كمال الدين الأنباري قال : أمسينا عند عون الدين الوزير فرأيناه يقرب شخصاً لا نعرفه ، فتجارينا في المذاهب ، فقال الوزير : ما أقلّ طائفة الشيعة. فقال له ذلك الرجل الّذي معه : أعلم أنّي خرجت مع أبي في سفر البحر من مدينتنا ، فأوغل بنا المركب ، فجئنا جزيرة واسعة ، فسألنا أهلها عن اسمها واسم سلطانها ؟ فقالوا : اسمها المباركة واسم سلطانها الطاهر. قلنا : فأين سرير ملكه ؟ قالوا : بالمدينة الزاهرة.
فسرنا إليها ودخلنا عليه فإذا هو رجل عليه عباءة ، فأخذ منا الجزية ، وكان معنا مسلمون ، فناظرهم في دينهم وقال لهم : أنتم خوارج ولستم مسلمين وتحلّ أموالكم ، فسألوه الحمل إلى سلطانه ، فأجابهم فأخذوا دليلاً عارفاً.
قال : فخرجنا جميعاً في البحر ثلاثة عشر يوماً بلياليها وأقبلنا على جزيرة ومدينة مليحة كثيرة الماء طيّبة الهواء ترعى النعاج والسباع في مرتع واحد ، وأهلها في أحسن قاعدة في دينهم ودنياهم وأمانتهم ، ليس فيهم لغو ولا سباب ولا غيبة.
فدخلنا على سلطانهم فإذا هو في قبّة من قصب ، فلما أذّن المؤذّن اجتمع الناس إليه في أسرع وقت ، فصلّى بهم وانصرف ، فما رأت عيني أخضع لله منه ولا ألين جانباً للرعيّة ، ثمّ التفت إلينا وخاطبنا ـ وكان معنا رجل يعرف بالمقرئ الشافعي ـ فقال له : أنت تقول بالقياس ؟