قال : نعم.
قال : هل تلوت آية المباهلة ؟
قال : نعم.
[ قال : ] وآية التطهير ؟
قال : نعم.
قال : وهل بلغك أنّ غير عليّ وزوجته وولديه عليهمالسلام خرج إلى المباهلة ، ونزلت آية التطهير فيه ، ولفّ النبي صلىاللهعليهوآله عليه كساءه ، أفمن طهّره الله يقدر أحد أن ينجّسه ؟
ثم بسط لساناً أمضى من السهام وأقطع من الحسام ، فقام الشافعي قائلاً : العفو العفو ، إنسب لي نفسك.
فقال : أنا الطاهر بن محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام الّذي أنزل الله فيه : ( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ) (١) ، ونزل في حقّنا : ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٢). فبكى الشافعي وآمن به ، وحمد الله على انتقاله من التقليد إلى اليقين.
وكان أيضاً معنا رجل مالكي فآمن به ، وأقمنا في تلك الجزيرة سنة كاملة ، وتحقّقنا أنّ ملك تلك الجزيرة مسيرة شهرين برّاً وبحراً ، وأن بعدها جزيرة اسمها الرائقة وسلطانها القاسم بن صاحب الأمر مسيرة ملكها شهران ، وبعدها مدينة اسمها الصافية وسلطانها إبراهيم بن صاحب الأمر ، وبعدها مدينة اسمها طلوم وسلطانها عبد الرحمن بن صاحب الأمر ، أيضاً رستاقها وضياعها شهران ، وبعدها مدنية اسمها طاعر وسلطانها هاشم بن صاحب الأمر ، وهي أعظم المدن مسيرة ملكها أربعة أشهر ، فهذه المدن على كبرها لم يوجد فيها غير الشيعة ، فأقمنا
__________________
(١) سورة يس : ٣٦ : ١٢.
(٢) سورة يس : ٣٦ : ١٢.