سنة نتوقّع ورود صاحب الأمر فلم يوفّق لنا ذلك.
فلمّا سمع الوزير ذلك أخذ علينا العهد بكتمان ذلك (١).
وأنّى لمشتاق إلى نور بهجة |
|
سنا فجرها يجلو ظلام فجورها |
ظهور أخي عدل له الشمس آية |
|
من الغرب تبدو معجزاً من ظهورها |
متى يجمع الله الشتات وتجبر |
|
القلوب الّتي لا جابر لكسيرها |
متى يظهر المهدي من آل هاشم |
|
على سيرة لم يبق غير يسيرها |
متى تقدم الرايات من أرض مكّة |
|
ويضحكني بشراً قدوم بشيرها |
وتنظر عيني بهجة علويّة |
|
ويسعد يوماً ناظري بنظيرها |
وتهبط أملاك السماء كتائبا |
|
لنصرته عن قدرة من قديرها |
وفتيان صدق من لؤيّ بن غالب |
|
تسير المنايا هيبة لمسيرها |
تنحّى لهم فوق الظهور أهلّة |
|
ظهرن من الأفلاك أعلى ظهورها |
هنالك تعلو همّة طال همّها |
|
لإدراك ثار سالف من مثيرها |
عجّل الله بأيّام ظهوره ، وأشرق في هذه البقاع ساطع نوره ، وأظلّنا تحت راياته المنصورة ، ونظّمنا في سلك جنوده المحبورة.
وحيث وصل الكلام إلى هذا المقام ، وانتهى جريان القلم بما خطّه بهذه الأقسام الوشام ، فلنختمه بالحمد لله ربّ العالمين ، فإنّها كلمة جعلها آخر دعوى أهل جنانه ، وخصّ بها من اجتباه وكساه ملابس رضوانه ، وهذا آخر ما زبره القلم من مناقبهم السنيّة ، وسطره من صفاتهم الزكيّة ، وأنا أسأل الله وأرجو من كرم أخلاقهم أن تشملني بركتهم ، وتضمّني زمرتهم ، وأن يجعل ما رقمته بيدي الداثرة ، وأخرجته من خزانة فكرتي الفاترة ، مسطوراً في صحيفة حسناتي ، ويمحو به ما أثبتاه الملكان في ديوان سيّئاتي ، وأن يرزقني النظر إلى وجوه أحبّائي ، يوم اتفرّد بعملي عن إخواني وآبائي ، وأن يرسل هاطل العفو على مرابع
__________________
(١) أقول : قضية الجزيرة الخضراء أورده المجلسي في البحار : ٥٢ : ١٦٠ بنحو آخر مفصّلاً. وقد كتب غير واحد من أعلامنا في ردّ هذه القصّة.