ثمّ قال : « وعليكم السلام يا رسل ربّي ». ثمّ قال : « ( لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ) (١) ، ( إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) (٢) ».
وهناك عرق جبينه فمسحه بيده الشريفة ، فقال له الحسن عليهالسلام : « ما لي أراك يا أبت تمسح جبينك » ؟ فقال عليهالسلام : « نعم يا بُنيّ ، إنّ المؤمن إذا نزل به الموت عرق جبينه وقلّ أنينه ». ثم قرأ : ( إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) (٣) ، وقال : « أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ». وما زال يذكر الله حتّى قضى نحبه ، صلوات الله وسلامه عليه.
وكان ذلك ليلة الجمعة ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان المكرّم أربعين من الهجرة (٤).
ولله درّ من قال :
وليت شعري إذ يقتلون عليّاً |
|
وهو للمحل فيهم قتّال |
ويسرّون بغضه وهو لا |
|
تقبل إلاّ بحبّه الأعمال |
وتحال الأخبار والله يدري |
|
كيف كانت يوم الغدير الحال |
وبسبطين تابعيه فمسموم |
|
عليه ثرى البقيع يهال |
درسوا قبره ليخفى على الزوّا |
|
ر هيهات كيف يخفى الهلال |
وشهيد بالطفّ أبكى السماوات |
|
وكادت له تزول الجبال |
يا غليلي له وقد حرّم الماء |
|
عليه وهو الشراب الحلال |
قطعت وصلة النبيّ بأن |
|
تقطع من أهل بيته الأوصال |
__________________
(١) سورة الصافات : ٣٧ : ٦١.
(٢) سورة النحل : ١٦ : ١٢٨.
(٣) سورة يونس : ١٠ : ٤٩.
(٤) كما في إرشاد المفيد : ١ : ٩ باب ١.
وقال أبو الفرج في مقاتل الطالبيّين : ص ٥٤ : سنة أربعين في ليلة الأحد لإحدى وعشرين ليلة مضت من شهر رمضان.