قال : فتبسّم رسول الله وغضبنا لذلك وأردنا بالأعرابي إرادة ، فأومأ إلينا رسول الله صلىاللهعليهوآله أن اسكتوا ، فقال الأعرابي : يا محمّد ، إنك تزعم أنك نبيّ ، وأنّك قد كذبت على الأنبياء ! فهات من برهانك شيئاً.
فقال له : « يا أعرابي ، وما يدريك » ؟
قال : فخبّرني ببرهانك.
قال : « إن أحببت خبّرك عضو من أعضائي فيكون ذلك آكد لبرهاني ».
قال : أو يتكلّم العضو.
قال : « نعم ، يا حسن قم ».
فازدرى الأعربي نفسه فقال : هو ما يأتي به ويقيم لنا صبيّاً ليكلّمني.
قال : « إنّك ستجده عالماً بما تريد ».
فابتدره الحسن عليهالسلام وقال : « مهلاً يا أعرابي.
ما سألت غبيّاً سألت وابن غبيّ |
|
بل فقيهاً إذاً وأنت الجهول |
إن تكن قد جهلت يأويك قدري |
|
فلديّ الجواب يا ذا السؤال |
ولديّ العلوم من عالم الغيب |
|
وارثاً أسدى إلى الرسول (١) |
لقد بسطت لسانك ، وعدوت طورك ، وخادعتك نفسك ، غير أنّك لا تبرح حتّى تؤمن إن شاء الله تعالى ».
فتبسّم الأعرابي وقال : هيه.
فقال الحسن عليهالسلام : « نعم ، اجتمعتم في نادي قومك وتذاكرتم ما جرى بينكم
__________________
( ) أي احتقره الأعرابي لصغر سنّه.
(١) في العدد القويّة بدل البيتين الأخيرتين :
فإن تك قد جهلت
فإنّ عندي |
|
شفاء الجهل ما سئل
السؤول |
وبحراً لا تفسّحه
الدواني |
|
تراثاً كان أورثه
الرسول |