والأسود بن أبي الأسود ، فانكبّ عليه حتّى قبّل رأسه وبين عينيه ثمّ قعد عنده ، فتسارّا جميعاً ، فقال الأسود : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، إنّ الحسن عليهالسلام قد نعيت إليه نفسه.
وتوفّي صلىاللهعليهوآله يوم الخميس في آخر صفر سنة خمسين من الهجرة ، وله سبع وأربعون سنة ، ودفن بالبقيع (١).
فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فيا لها مصائب أقرحت عيون الدين ، وأحرقت قلوب المؤمنين ، وألبست محمّد المصطفى ثياب الكئابة ، واركبت علي المرتضى شوامس المناح والصبابة ، وأمطرت فاطمة أمطار الرزايا القاصمة ، فعلى مصاب السبط المسموم ، والشهيد المظلوم ، فلتقد فلذ القلوب بنصال البلايا والكروب ، وتتجافا النفوس عن لذّة المطعوم والمضروب ، أو لا تكونون يا ذوي البصائر ، كمن فطرت سيوف الرزء الفاقر ، منه الحشا والمرائر ، وتضرّم قبس الحزن الساعر ، في خبايا الضمائر ، فرثاه بما سنح له من الأشعار ، ولله درّه من شاعر.
__________________
(١) ورواه الخزّاز القمي في كفاية الأثر : ص ٢٢٦ باب من جاء عن الحسن عليهالسلام ، وعنه المجلسي في البحار : ٤٤ : ١٣٨ ح ٦.