قال : وخرج الحسين عليهالسلام من منزله ذات ليلة وأقبل إلى قبر جدّه صلىاللهعليهوآله فقال : « السلام عليك يا رسول الله ، أنا الحسين بن فاطمة ، فرخك وابن فرختك ، وسبطك الذي خلّفتني في أمتك ، فاشهد عليهم يا نبي الله أنّهم قد خذلوني وضيّعوني ولم يحفظوني ، وهذه شكواي إليك حتّى ألقاك ».
قال : ثمّ قام إلى نصف الليل راكعاً وساجداً (١).
قال : وأرسل الوليد إلى منزل الحسين عليهالسلام لينظر هل خرج من المدينة أم لا ، فلم يصبه في منزله ، فقال : الحمد لله الّذي أخرجه ولم يبتليني بدمه.
قال : ورجع الحسين عليهالسلام إلى منزله عند الصباح.
فلمّا كانت الليلة الثانية خرج إلى القبر أيضاً وصلّى ركعات ، فلمّا فرغ من صلاته جعل يقول : « اللهمّ هذا قبر نبيّك وأنا ابن بنت نبيّك ، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت ، اللهمّ إنّي أحبّ المعروف وأنكر المنكر ، وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحقّ القبر ومَن فيه إلاّ اخترت لي [ من أمري ] (٢) ما هو لك رضا ولرسولك رضا ».
قال : ثم جعلى يبكى عند القبر حتّى إذا كان قريباً من الصبح وضع رأسه على القبر ، فغفا (٣) ، فإذا هو برسول الله صلىاللهعليهوآله قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وعن شماله وبين يديه [ ومن خلفه ] (٤) حتّى ضمّ الحسين عليهالسلام إلى صدره وقبّل ما
__________________
البحار : ٤٤ : ٣٢٤.
ورواه الطبري في تاريخه : ٥ : ٣٣٨ ، والطبرسي في إعلام الورى : ص ٢٢٠ في الفصل الرابع.
ورواه ملخّصاً السيد ابن طاوس في الملهوف : ص ٩٦.
وانظر مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ص ١٨١ الفصل التاسع.
(١) في البحار والمقتل للخوارزمي : « ثمّ قام فصفّ قدميه ، فلم يزل راكعاً ساجداً ».
(٢) من مقتل الحسين عليهالسلام.
(٣) في البحار والمقتل : « فأغفى ».
(٤) من المقتل.