ومجاهدي عدوّه فاكتبوا إليه ، وإن خفتم الوهن والفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه.
قال : فكتبوا إليه خمسين صحيفة عن جملة من أشراف القبائل مثل سليمان بن صرد الخزاعي والمسيّب بن نجبة ورفاعة بن شدّاد وحبيب بن مظاهر وعبد الله بن وال ونحوهم ، ثمّ سرّحوا بها ومكثوا يومين وأنفذوا إليه مع جملة من أشرافهم نحو من مئة وخمسين كتاب من الرجل والإثنين حتّى ورد عليه في يوم واحد ست مئة كتاب (١).
وروي أنّه اجتمع عنده في نوب متفرّقة اثنا عشر ألف كتاب ، وهو عليهالسلام لا يردّ عليهم جواباً ، لعلمه بغدرهم وقلّة وفائهم (٢).
ثمّ قدم عليه من بعد ذلك هانئ بن هانئ السبعي وسعيد بن عبد الله الجهني (٣) عطارد التميمي.
قال : فعندها كتب الحسين عليهالسلام إليهم الجواب ، وذكر حديثاً طويلاً يشتمل على مكاتبة الحسين وإرسال مسلم وما فعلت به أهل الكوفة (٤).
فليت شعري أي ذنب فعله المصطفى ، وأيّة جر [ ي ] مة اجترمها المرتضى حتّى تفعل بنسلهما أمتهما هذا الفعل الشنيع ، وتضيّع وصيّتهما في أولادهما هذا التضييع ؟
__________________
(١) ورواه المفيد في الإرشاد : ٢ : ٣٥ مع اختلافات لفظية ، وعنه في البحار : ٤٤ : ٣٣٢.
ورواه الطبري في تاريخه : ٥ : ٣٥١ ـ ٣٥٣ مع اختلافات لفظية وتقديم وتأخير في بعض الجملات ، والخوارزمي في المقتل : ١٩٣ و ١٩٤ في الفصل العاشر ، وابن طاوس في الملهوف : ص ١٠١ ـ ١٠٣ ، والطبرسي في إعلام الورى : ص ٢٢١.
(٢) ورواه السّيد ابن طاوس في الملهوف : ص ١٠٥ ، وعنه المجلسي في البحار : ٤٤ : ٣٣٤ ، والبحراني في العوالم : ١٧ : ١٨٣.
(٣) هذا هو الظاهر ، وفي النسخة : « وعمر بن محمّد بن عطارد ».
(٤) رواه المفيد في الإرشاد : ج ٢ ص ٣٨ مع اختلافات لفظية ، وعنه المجلسي في البحار : ج ٤٤ ص ٣٣٤.
ورواه الطبري في تاريخه : ٥ ص ٣٥٣ مع اختلافات لفظية ، والخوارزمي في مقتل الحسين عليهالسلام : ص ١٩٥ في الفصل العاشر ، والطبرسي في إعلام الورى : ص ٢٢١.