أعنّي على فرط الصبابة والجوى |
|
فقد هاجني ناع نعى آل هاشم |
وذكّرني يوم الطفوف وما جرى |
|
لهم فيه من أمّ الدواهي العظائم |
عشيّة ألقى سبط أحمد رحله |
|
بساحة أشقى عُربها والأعاجم |
وقد طالبوه بالنزول إليهم |
|
على حُكم رجس قد غدا شرّ حاكم |
أبى الله والمجد الأثيل لسادة |
|
تطيع لغاوٍ في الأنام وغاشم |
ولكنّها غرّ تمطّت إلى الردى |
|
سلاهب غرّ من عتاق صلادم |
وقادوا لها تردى لكلّ مدجّج |
|
سوابح أمثال الضّبا في الشكائم |
إذا وجفت في قلب جيش عرمرم |
|
تزف إليه طار مثل النعائم |
عليها كماة كالليوث بسالة |
|
قصارى ملاقيها بعيد الهزائم |
وروي أنّ الحسين عليهالسلام توجّه إلى مكّة ، فلمّا دخل مكّة كان دخوله إيّاها يوم الجمعة لثلاث بقين (١) من شعبان ، ودخلها وهو يقرأ : ( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ ) (٢) ، فأقام بها باقي شعبان وشهر رمضان وشوال وذي القعدة ، وأقبل أهلها يختلفون إليه ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق ، وابن الزبير بها قد لزم جانب الكعبة وهو قائم يصلّي بها (٣) ويطوف.
فسمع أهل الكوفة بوصول الحسين إلى مكّة وامتناعه من البيعة ليزيد لعنه الله ، فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي ، فلمّا تكاملوا قام فيهم خطيباً وقال في آخر خطبته : يا معاشر الشيعة ، قد علمتم أنّ معاوية قد هلك وقد صار إلى ربّه وقدم على عمله ، وقد قعد في موضعه ابنه يزيد لعنه الله ، وهذا الحسين بن علي عليهماالسلام قد خالفه وصار إلى مكّة هارباً من طواغيت آل أبي سفيان ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبله ، وقد احتاج إلى نصرتكم ، فإن كنتم ناصريه
__________________
(١) في الإرشاد : « ليلة الجمعة لثلاث مضين » ، وفي الملهوف أيضاً : « لثلاث مضين ».
(٢) في الإرشاد : « ليلة الجمعة لثلاث مضين » ، وفي الملهوف أيضاً : « لثلاث مضين ».
(٣) في الإرشاد : « يصلّي عندها ».