معنى : أمرتك بالخير ، ودخلت في البيت.
وقال سيبويه : " وأمّا سمّيت وكنّيت ، فإنما أدخلت الباء على حد ما دخلت في عرّفت".
يعني أن الباء في" سمّيته بزيد" و" كنّيته بأبي عمرو" يحتاج إليها في التقدير ، وإن حذفت كما يحتاج إليها في قولك : عرّفته بزيد ، إذا أردت : شهرته بهذا الاسم. ثم بيّن سيبويه احتياج" عرّفت" إلى الباء فقال : " تقول : عرّفته زيدا ، ثم تقول : عرفته بزيد ، فهو سوى ذلك المعنى".
يعني أنك تقول : " عرّفته زيدا" ، والمعنى : أعلمته. وتقول : " عرّفته بزيد" ، بمعنى شهرته ، فالمعنيان مختلفان ، ولا يجوز حذف الباء في : " عرّفته بزيد".
ثم قال : " وإنما تدخل في سمّيت على حدّ ما دخلت في : عرّفته بزيد". وقد بينا هذا.
ثم قال سيبويه : " وليس كلّ الفعل يفعل به هذا كما أنّه ليس كلّ فعل يتعدّى الفاعل ولا يتعدّى إلى مفعولين".
يعني : ليس كلّ ما كان متعدّيا بحرف جر جاز حذفه ؛ بل المتعدّي بحرف جر على قسمين ؛ أحدهما : يجوز حذفه كما ذكر في : " دخلت البيت" و" اخترت الرّجال زيدا". والآخر لا يجوز حذفه" كمررت بزيد" و" تكلّمت في عمرو" ، كما كان الفعل في الأصل على ضربين ، منه ما يتعدّى نحو : ضرب زيد عمرا" ، ومنه ما لا يتعدّى ، نحو : " جلس" و" قام" وهذا معنى قوله : " كما أنه ليس كل فعل يتعدى الفاعل" ، وقوله : " ولا يتعدى إلا مفعولين" ، كأنه قال : ولا كلّ فعل يتعدّى إلى مفعولين ، بل منه ما يتعدّى إلى مفعول ، ومنه ما يتعدّى إلى مفعولين ، فكذلك ليس كل فعل يتعدّى إلى مفعول بلا حرف جرّ وإلى مفعول ثان بحرف جرّ ، يجوز حذف حرف الجرّ من الثاني حتى يصير الفعل متعدّيا إلى مفعولين ، ألا ترى أنا إذا قلنا : " أخذت المال من زيد" لم يصلح أن تحذف" من" فتقول : " أخذت المال زيدا" كما صلح أن تقول : " اخترت الرّجال زيدا".
قال سيبويه : " ومنه قول الفرزدق :