كأنّك من جمال بني أقيش |
|
يقّعقع خلف رجليه بشنّ (١) |
أراد : جمل يقعقع. وقال آخر :
لو قلت ما في قومها لم تيثم |
|
يفضلها في حسب وميسم (٢) |
أراد : أحد يفضلها.
وهذا الحذف يحسن ويكثر مع" من" كقولك : " منّا ظعن ومنّا أقام" في الكلام والشعر ، وذلك أنهم جعلوا" من" بمعنى" البعض" ، فكأنك قلت : " بعضنا ظعن وبعضنا أقام". قال الله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ)(٣). أي بعض أهل المدينة.
باب البدل
قال أبو سعيد : اعلم أنهم يبدلون الحرف من الحرف في الشعر في الموضع الذي لا يبدل مثله في الكلام لمعنى يحاولونه من تحريك ساكن أو تسكين متحرك ؛ ليستوي وزن الشّعر به ، أو ردّ شيء إلى أصله أو تشبيه بنظيره ؛ فمن ذلك قول شميث بن زنباع في قصيدته :
فأقسم لو لاقى هلالا وتحته |
|
مصكّ كذئب الرّدهة المتأوّب |
لأدّاها كرها وأصبح بيته |
|
لديه من الإعوال نوح مسلّب |
ولكنّما أهدي لقيس هديّة |
|
بفيّ من اهداها لك الدّهر إثلب |
فهمز الألف في" أدّاها" ؛ لأنه لو تركها
ساكنة لم يستقم البيت.
ومثله :
قد كان يذهب بالدّنيا ولذّتها |
|
مواليء ككباش العوس سحّاح (٤) |
ويروى : شحّاح ، فهمز الياء من" موالى" لاستقامة البيت.
ومثله :
__________________
(١) ديوانه ١٩٨ ، والخزانة ٢ / ٣١٢.
(٢) ينسبان لحكيم بن معية الربعي في الخزانة ٤ / ٧١ ، وبلا نسبة في سيبويه ١ / ٣٧٥.
(٣) سورة التوبة ، آية : ١٠١.
(٤) البيت لابن يعيش ١٠ / ١٠٣.