قال : (لأنه قد صار فيها ، مع أنك تبتدئ بعدها الأسماء ، أنك تقدم الاسم قبل الفعل).
يعني أن الألف قد اجتمع فيها أنه يليها الابتداء ، كقولك : " أزيد ضربته". ويليها الاسم المنصوب الذي يعمل فيه الفعل الذي بعده ، كقولك : " أزيدا ضربت" ، وهو حسن جيد ، ألا ترى أنك تقول : " أزيدا ضربت أم عمرا؟ " ، وهو الاختيار قال : (والرفع فيه على الجواز).
يعني : أن الرفع في الألف على الجواز ، لا على الاختيار.
(ولا يجوز ذلك في" هلا" و" لو لا" ؛ لأنه لا يبتدأ بعدها الأسماء).
لا يجوز أن تقول : " هلا زيد قائم" ، ولكن يجوز أن تقول : " هلا زيد ضربته" ، على معنى" هلا ضرب زيد ضربته".
قال : (وليس جواز الرفع في الألف ، مثل جواز الرفع في" ضربت عمرا" ، و" زيدا كلمته").
قال أبو سعيد : وقد قدمنا أن الاختيار" ضربت زيدا ، وعمرا كلمته" ويجوز و" عمرو كلمته" ، والاختيار" أزيدا ضربته" ويجوز" أزيد ضربته". غير أن الرفع في قولك : " وعمرو كلمته" أحسن ؛ لأن الألف بالفعل أولى مثل المجازاة والأمر والأشياء التي هي بالفعل أولى ، و" عمرا كلمته" ، إنما يختار فيه النصب طلبا للمشاكلة ، وحملا للجملة الثانية على ما يجاورها من الجملة الأولى ، وليس فيها حرف هو بالفعل أولى فاعرف ذلك إن شاء الله.
هذا باب ما ينتصب في الألف
تقول : (" أعبد الله رأيته" ، و" أزيدا مررت به" ، و" أعمرا قتلت أخاه" ، و" أعمرا اشتريت له ثوبا". ففي هذا كله قد أضمرت بين الألف والاسم فعلا هذا تفسيره ، كما فعلت ذلك فيما نصبته في هذه الحروف في غير الاستفهام).
يعني : أنك إذا قلت : " أعبد الله ضربته" ، كان تقديره" أضربت عبد الله ضربته" ، وكان هذا أولى في الألف ؛ لأنها جيء بها للاستفهام عن الفعل ؛ لأن المستفهم لا يشك في الاسم ، وإنما شكه في الفعل ، فأولوها المعنى الذي له دخلت ، وكان ذلك الاختيار عندهم.