أعملت الثاني فيهم أفردت الفعل ، وإن جمعت الفعل الثاني فقلت : " ضربوني" كان على وجهين :
أحدهما : أن تنصب" قومك بالفعل الأول وتضمر" هم" في الفعل الثاني ؛ كأنك قلت : " ضربت قومك وضربوني" وهذا هو المختار من الوجهين.
والوجه الثاني : أن ترفع" قومك" فقلت : " ضربت وضربوني قومك" فإذا فعلت هذا كان فيه وجهان :
أحدهما : أن تجعل" الواو" في" ضربوني" علامة للجمع لا ضميرا على لغة من يقول : " قاما أخواك" و" ضربوني إخوتك" ، و" أكلوني البراغيث".
والوجه الثاني : أن تجعل" الواو" ضمير الفاعلين وتجعل" القوم" بدلا منهم ، وجاز أن تضمر قبل الذكر على شرط التفسير ، وهذا معنى قول سيبويه :
(أو تحمله على البدل فتجعله بدلا من المضمر كأنه قال : " ضربت وضربني ناس بنو فلان").
قال : (وعلى هذا الحد تقول : " ضربت وضربني عبد الله" تضمر في" ضربني" كما أضمرت في" ضربوني").
يعني أنك إذا قلت : " ضربت وضربني عبد الله" جاز أن يكون في ضربني ضمير فاعل ، أضمرته قبل الذكر على شرط التفسير ؛ على أنه لا يظهر في اللفظ لأن كناية الفاعل الواحد في الفعل لا تظهر.
قال : (فإن قلت : " ضربني وضربتهم قومك" رفعت ؛ لأنك شغلت الآخر فأضمرت فيه ، كأنك قلت : " ضربني قومك وضربتهم" على التقديم والتأخير).
يعني أنك إذا قلت : " ضربني وضربتهم قومك" فوحّدت الفعل الأول ، فالاختيار أن ترفع" القوم" به ؛ لأنك لو لم ترفعهم به لوجب أن تضمر ضمير جماعة في الفعل الأول ؛ لأن الفعل الأول لجماعة فيكون تقديره : " ضربني قومك وضربتهم".
وقال : (إلا أن تجعل" ها هنا البدل كما جعلته في الرفع ، فإن فعلت ذلك لم يكن بد من" ضربوني" لأنك تضمر فيه الجمع).
يعني أنك إذا نصبت" قومك" فجعلتهم بدلا من الهاء والميم في" ضربتهم" وجب أن تأتي بفاعل الفعل الأول وهم جماعة ؛ فتأتي لهم بضمير الجماعة على شرط التفسير.