وفي هذا الفصل يبدأ الداعي بالقسم على ربه ليكون ذلك مفتاحاً لتوجيه الطلب اليه ، وتمهيداً لفتح باب المناجاة معه .
« اللهم »
يتفق علماء العربية في أن الأصل في هذه الكلمة هو ( يا الله ) ولكنهم اختلفوا في كيفية تركيبها الخارجي ، وأنه كيف صارت ( اللهم ) بدلاً من ( يا الله ) .
يقول البعض منهم : أن العرب تركت الهمزة من لفظ الجلالة فاتصلت الميم بالهاء ، وصار حرف النداء ، والمنادى كالحرف الواحد ، واكتفي به من ذكر ( يا ) فاسقطت فكانت الكلمة ( اللهم ) .
ويقول هؤلاء : بأن العرب ربما أدخلوا على هذه الكلمة حرف النداء ( يا ) فقالوا : ( يا اللهم اغفر لنا ) .
أما البعض الآخر : فيقول : بإن هذه الكلمة أصلها ( يا الله ) فهي منادى ولكن لكثرة دورانها على الالسن حذف حرف النداء ( يا ) ، وعوض عنه ( بميم ) مشددة وضعت في آخر الكلمة فكانت بحسب التركيب الخارجي « اللهم » (١) .
وعلى كلا النقلين الملاحظ أن الأصل في كلمة ( اللهم ) يا الله .
أما كيف تحول حرف النداء ، والمنادى الى هذه الكلمة فهذا
__________________
(١) لسان العرب : مادة ( إلۤه ) والزاهر : ١ / ١٤٦ .