( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا ) (١) .
ولسنا في صدد بيان مقدار هذا اليوم بالتحقيق ، وقياسه على أيامنا وكيفية تصور هذا لبقية الأيام ، وكيفية إستمراره من دورات فلكية تخص ذلك الزمان ، بل المهم هو القول : بإن أيام الآخرة تختلف عن أيامنا بهذا الفارق من النسبة .
« فكيف إحتمالي لبلاء الآخرة وجليل وقوع المكاره فيها وهو بلاء تطول مدته ويدوم مقامه » .
لقد طفحت الآيات الكريمة تذكر بلاء الآخرة ، وقد قيل : أن المراد بالآخرة هو الحالة بعد الموت ، وبطبيعة الحال أن الدنيا بناءً على هذا هي الحالة ما قبل الموت ، ولذلك يبدأ البلاء من حالات الإِحتضار ، وسكرات الموت ، وما بعد الموت من دخول القبر ، وأهواله ، والبقاء الى يوم القيامة ، وأهوال القيامة وما جاء في وصف ذلك اليوم ، وشدائده ، ثم بعد ذلك ما يلاقيه الإِنسان من الحساب ، والوقوف في ساحات المحشر . واذا كان من أهل الجحيم فما يلاقيه المجرم من العذاب ، والشدائد وطول المدة . ولا يسعنا أن ننقل كثيراً من الآيات ، والاحاديث الواردة في هذه المشاهد إذ لا يسع هذا المختص ، والاحتجاج الى كثير من الوقت ولخرجنا عن صلب الموضوع .
ولكنا ، وحيث كان اللازم متابعة الدعاء في الفقرة المذكورة من
__________________
(١) سورة المعارج : آية (٤ ـ ٧) .