القصاب ) (١) .
وغير هذا ، وذاك من الأحاديث التي تحمل معها مدى الرعب من عملية الاحتضار ، وخروج الروح ، بل لنقف بين يدي قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المتقدم ، والذي قاله عند إحتضاره « اللهم هون علي سكرات الموت » .
أو قوله : « اللهم إنك تأخذ الروح من بين العصب ، والقصب والأنامل ، اللهم فاعني على الموت ، وهونه علي » .
أو تعبيره السابق : « عند الشدائد لا تخذلني » .
ومما لا شك فيه أن منزلة نبينا على الخصوص عند الله عظيمة جداً ويكفي دلالة على عظم منزلته ما صرح به القرآن الكريم من قوله تعالى : ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ) .
وقوله بعد ذلك : ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ) (٢) .
ولسنا في صدد ما يقوله المفسرون في هاتين الآيتين ، ومعنى الرؤية وكيفية الدنو فلذلك مجال آخر ، بل المهم هو أن مما لا شك فيه هو حصول القرب بينه ، وبين ربه تعالى على هذا النحو من التداني القريب ، وان دل هذا فإنه يدل على علو مكانته عند الله ـ وفي الوقت نفسه ـ لم يحظ بذلك من سبقه من الأنبياء .
ومع كل هذا وغيره فإنا نقف ، والهول يأخذ منا مأخذه
__________________
(١) لاحظ لهذه الاحاديث ، وما بعدها احياء العلوم للغزالي ٤ / ٥٧٤ .
(٢) سورة النجم : الآيات : (١٣ ـ ١٥) .