« إن شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي » (١) .
وقوله : « شفاعتي لكل مسلم » (٢) .
وقوله : « اني لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما على الأرض من شجرة ومدرة » (٣) .
ولا يسعنا أن نتوسع في النقل لأحاديث الشفاعة وهي ـ كما قلنا ـ من الكثرة بمكان ، ولربما تجاوزت المائة ، وكلها بهذا النحو من البيان الذي عرضنا البعض منها ، ونتعرض الى عرض البعض الآخر في ثنايا البحث .
وإذاً فكيف نجمع بين هذه الآيات الكثيرة ، والأخبار العديدة من جهة ؟ ، وبين الآية في قوله تعالى : ( لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ ) .
وكذلك ما جاء في الدعاء من قوله : « ولا يخفف عن أهله » من جهة أخرى . ذلك لان الفريق الأول من الآيات ، والروايات يثبت أن للشفيع المكانة في التخفيف عن العذاب والجزاء ، بينما الفريق الثاني يغلق الباب فلا يدع مجالاً لكل تخفيف عما رتب من الجزاء .
ولا بد لنا ، ونحن في صدد الجمع بين هذه الآيات ، والروايات ، والخروج بالحلول لهذه المشكلة من إستعراض الموضوع بشكل من التفصيل فنقول :
__________________
(١ ـ ٢ ـ ٣) لاحظ سنن ابن ماجة : ٢ / (١٤٤١ و ١٤٤٤) ، ومسند أحمد / ٥ / ٣٤٧ .