أو قوله عز وجل : ( لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ ) (١) .
فإن الشفيع اذا كان يشفع بإذن الله ، ورضاه مقيداً بما يمليه الله في قبول شفاعة من يمكن ان يقبله الله ، فإن مثل هذه الشفاعة ستكون لله ، وليست خارجة عن حيازته .
وإذاً فعلى الشفيع أن يتقيد فيمن يشفع له ، وفيما يشفع فيه والا ففي صورة العكس ، فإنه لا ينال رضى الله ، وعندها تكون شفاعة مثل هذا الشخص في مثل أولئك نصيبها الفشل .
٣ ـ المشفع له :
ويراد بهذا العنوان من تكون الشفاعة لصالحه .
وهل تكون الشفاعة لكل أحد ، ومهما كان نوع ذنبه ، والجرم الذي صدر منه أم لا بد من تحديد ذلك ؟
من خلال الآية الكريمة يتضح لنا من هو المشفع له ؟
يقول تعالى : ( إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) (٢) .
ومن هذا الإِطار القرآني تبلورت لنا شخصية من يصح أن يشفع له . ذلك لأن الآية قسمت المذنب الى قسمين : مشرك ، وغير مشرك .
أما المشرك : فإن الله أخذ على نفسه عهداً أن لا يغفر له ،
__________________
(١) سورة الأنعام : آية (٥١) .
(٢) سورة النساء : آية (١١٦) .