الشفيع نبياً ، أو غير نبي من الصالحين كان أو من الصديقين ، أو الشهداء ، وغيرهم ممن كانت له مكانة عظيمة عند الله عز وجل .
وقد تكرر هذا المعنى في آيات آخرى ففي آية الكرسي جاء قوله تعالى : ( مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) (١) .
وهكذا الحال في سورة يونس جاءت الآية تقول :
( ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ) (٢) .
وقوله تعالى : ( وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) (٣) .
وقال عز وجل : ( وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ) (٤) .
فالشفاعة : مشروطة أن تكون بإذن الله لا أنها ترجع الى كل شفيع فيما يريد أن يشفع فيه .
وحينئذٍ فلا يوجد أي تنافٍ بين هذه الآيات حيث تثبت الشفاعة لغير الله بإذنه ، ورضاه ، وبين الآية الكريمة والتي تقول :
( قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ) (٥) .
__________________
(١) سورة البقرة : آية (٢٥٥) .
(٢) سورة يونس : آية (٣) .
(٣) سورة سبأ : آية (٢٣) .
(٤) سورة النجم : آية (٢٦) .
(٥) سورة الزمر : آية (٤٤) .