« يا غاية آمال العارفين » .
أطنب بعض الشراح للدعاء في بيان صفات العارفين ، والفرق بينه ، وبين الزاهدين ، والعابد فعرف :
الزاهد : بانه من أعرض عن متاع الدنيا ، وطيباتها . وأما :
العابد : فهو المواظب على فعل العبادات من الصلاة ، والصيام ، وغيرهما .
وأما العارف : فهو المنصرف بفكره الى قدس الجبروت مستديماً لشروق نور الحق في سره » (١) .
وقد نقل عن صدر المتألهين : بان العارف هو : من أشهده الله تعالى ذاته ، وصفاته ، وأفعاله (٢) .
وقال الشيخ الرئيس : والعارفون المتنزهون إذا وضع عنهم درن مقارنة البدن ، وانفكوا عن الشواغل خلصوا إلى عالم القدس ، والسعادة ، وانتفشوا بالكمال الأعلى ، وحصلت لهم اللذة العليا . وقد عرفتها » (٣) .
وقد تصدى الحاجة نصير الدين الطوسي ، والفخر الرازي في شرحيهما الى شرح ما جاء عن الشيخ الرئيس بما لا مجال الى نقله (٤) .
__________________
(١) أسرار العارفين (١١٣) .
(٢) شرح دعاء كميل للقاضي السبزواري ص / ١٦٩ .
(٣ ـ ٤) شرحاً الإِشارات الحاجة ، والرازي : ٢ / ٩٦ .