فمرة يقال : انه عز وجل حبيب لقلوب الصادقين ، وهم الذين صدقوا به ، ودخلوا في دينه فالحبيب يقصد به المحبوب أي من أحبه الناس .
ومرة يقال : انه تعالى هو الذي يحب تلك القلوب التي صدقت به وآمنت به وبرسوله ، وبدينه .
وعلى كلا التقديرين : يفرض الداعي نفسه من الذين صدقوا بالله واخلصوا النية على ذلك ، وان ما صدر منه لن يعود اليه ، وهو صادق في دعواه تلك .
« ويا إلۤه العالمين » .
وهكذا تتوالى نداءآت الاستغاثة ، وطلب العون منه تعالى . فهو غياث المستغيثين به ، وهو حبيب قلوب المصدقين به ، وهو بعد كل ذلك « إلۤه العالمين » .
والعالم . بالفتح هو : الخلق كله .
« أفتراك سبحانك يا إلۤهي وبحمدك تسمع فيها صوت عبدٍ مسلم سجن فيها بمخالفته »
ومن هنا يبدأ الدعاء
بالمقطع الثاني حيث يشرع الداعي بتثبيت ان جرمه لم يكن من النوع الذي يقبل المغفرة ، وهو الشرك ، والإِلحاد بربوبيته تعالى ، بل هو من النوع الذي يقبل التخفيف ، والعفو . وقد المح الدعاء الى هذه الجهة بقول الداعي مخاطباً ربه « تسمع فيها صوت عبدٍ مسلم سجن فيها بمخالفته » فهو وحتى تلك اللحظة التي يكون فيها في النار يعبر عن نفسه بانه « مسلم » وليس