بمشرك لا يغفر له .
ومن العرض السريع في فقرات الدعاء للمقطعين الأول ، والثاني من هذا الفصل تظهر لنا صورة التدرج من الأعلى الى ما هو دون تلك المرتبة في إطلاق الداعي على نفسه صفة الإِيمان أولاً :
ومن ثم سمة الإِسلام ، فهو فيما سبق هذه الفقرة يخاطب ربه بالتعبير قائلاً : « اين كنت يا ولي المؤمنين » . ؟
وطبيعي أن الداعي هو فرد من أفراد أولئك الذين آمنوا بالله وبعظمته ، ولذلك ناداه بهذا النداء . أما هنا فقد عبر عن نفسه بانه مسلم سجن فيها بمخالفته . وقد بينا أن صفة الإِيمان أعلى من صفة الإِسلام لان كل مؤمن مسلم دون العكس ، فالإِيمان أضيق دائرة من ناحية القيدية من الإِسلام ، وبالمصطلح الاصولي بالامكان القول بان النسبة بين هذين المفهومين الايمان والاسلام هي العموم المطلق .
وقد استعمل الداعي هذا التدرج ليقول لربه :
بانني لو لم أعد من المؤمنين ، فلا أقل أنني مسلم لإِظهاري الشهادتين .
وأنك يا رب ليس لك شريك ، وان محمداً عبدك ، ورسولك .
وللمسلم حرمته ، وهي تنبع من حرمة الإِسلام ، فليس للداعي أن يترك التشبث بهذه الوسيلة ، ولسانه يردد كلمة « لا إلۤه إلا الله » .