ولطفه
، وفضله ليتملق اليه ، والرجاء رائده الى ما يبتغيه من المغفرة . « ولا مشبه لما عاملت
به الموحدين من برك وإحسانك » . وقد فرض الداعي نفسه
في هذه الفقرة أحد مصاديق هذه الكبرى فهو موحد وليس بمشرك وكل موحد ينال من لطف الله ، وإحسانه ما ينجيه من نار جهنم ، فاذاً لا بد من أن يكون مشمولاً لهذا الفيض أما أنه يبقى في العذاب ، فهذا لا يشبه ما تفضل به الله ، وعامل موحديه . « فباليقين أقطع لولا
ما حكمت به من تعذيب جاحديك وقضيت به من اخلاد معانديك لجعلت النار برداً وسلاماً ولما كان لاحدٍ فيها مقراً ولا مقاماً » . وبهذه الفقرات من
الدعاء يبدأ الداعي المقطع الثالث من هذا الفصل . وقد بينا أنه يحتوي
على التعرض الى مطلبين كان المطلب الأول منهما في بيان : من يخلد في النار ، ومن التعبير بلفظ « جاحديك ومعانديك » يظهر لنا ان من كان على علمٍ بمخالفته لله في أمر الربوبية ، أو ما يعود الى أمر الربوبية ، فهو خالد في النار ذلك لأَن الجحود : في اللغة هو : الإِنكار مع العلم بذلك الشيء كما أن : العناد : هو المعارضة
بالخلاف ، وأن المعاند أن يعرف الرجل