وعند
استعراضنا لمجموع الآيات نرى الكثير منها يصرح بان الخلود في النار هو جزاء من كفر بالله ومن هذا القسم ما جاء في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ) (١) . وبهذا النحو من
التصريح جاءت عدة روايات : أما القسم الآخر فقد
حكمت بالخلود ، ولكنها على غير الكفار بحسب ظاهر هذه الآية ، وهذه على أقسام : فمنها : ما صرح
بالخلود على من قتل نفساً محرمة ، وذلك في قوله عز وجل : (
وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ) (٢) . ومنها قوله تعالى : ( وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا ) (٣) . فإن الآية الكريمة قد
حكمت على من عصى الله ، ورسوله بهذا الجزاء وهناك آية أخرى حكمت على المرابين بالخلود في نار جهنم وذلك في قوله تعالى : (
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي
يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ
مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّـهُ __________________ (١)
سورة البينة : آية (٦) . (٢)
سورة النساء : آية (٩٣) . (٣)
سورة النساء : آية (١٤) .