الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (١) .
وهكذا تتوالى الآيات ، ونراها تخبر عن ان الخلود في النار هو جزاء أشخاص لم يكونوا من الكفار بحسب تصريح القرآن (٢) . وبين يدي هذا النوع من الآيات الكريمة نقف لنرى ما يوجهه البعض من الاشكال على حدة الجزاء المفروض فيها ، والذي لم يفرق بين الكافر ، فجزاؤه نار جهنم ، وبين آكل الربا ، وهو مؤمن بالله ، فجزاؤه في نار جهنم خالداً فيها ، وهكذا من قتل النفس المحترمة ، وكذا من عصى الله . والعصيان مطلق في الآية يشمل كل مخالفة .
ويجتمع مع الإِيمان بالله ، وكذا من حاد الله ، ورسوله . في كل هذه الصور يفرض الشخص مؤمناً ، ويقوم بهذه الأعمال ، فإن جزاءه نفس الجزاء الذي يتلقاه الكافر وان في هذا الفرض من الشدة ، والغلظة ما لا يلتقي ، ورحمة الله ، وعدله . فاين اذاً حرمة الإِيمان به ، واين اذاً مزية التوحيد ، وعدم الشرك . ؟
شبهة لا بد من الإِجابة عنها .
وبالفعل فقد أجيب عنها بعدة أجوبة :
الجواب الأول : أن الآيات الواردة في الخلود وان كان البعض
__________________
(١) سورة البقرة : آية (٢٧٥) .
(٢) لاحظ ما تقدم من تعرضنا لمجموع الآيات الواردة في مادة ( خلد ) .