يومنا ، يسم سموماً اذا هبت له ريح السموم » (١) .
أما ان خلقهم كان قبل خلق الإِنسان فلانه تعالى أخبر في الآية السابقة قائلاً :
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ) (٢) .
والمراد بالإِنسان المخلوق هو آدم « عليه السلام » وبعدها أخبر أن الجان خلقناه من قبل ، أي قبل خلق آدم .
وقد تعرض القرآن الى صور عديدة تتعلق بالجن غير ما سبق من بيان حقيقتهم ـ فمثلاً ـ بالنسبة الى أنهم قادرون على الإِتيان بأعمال تستدعي كونهم يشعرون ، ويريدون ، ويعملون فقد قالت الآيات الكريمة تحكي قضاياً وقعت للجن مع النبي سليمان « عليه السلام » ( وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ) (٣) .
وقال تعالى : ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ) (٤) .
__________________
(١) تفسير التبيان : المجلد (٦) في تفسيره لهذه الآية / مطبعة دار الأندلس / بيروت .
(٢) سورة الحجر : آية (٢٦) .
(٣) سورة الأنبياء : آية (٨٢) .
(٤) سورة سبأ : آية (١٢ ـ ١٣) .