وقيل : أن الجن ليسوا أجساماً ، ولا جسمانية لهم ، بل هي موجودات مجردة مخالفة بالماهية للنفوس البشرية متعلقة بأجساد نارية وهوائية قادرة على التصرف في هذا العالم (١) .
والبحث عن الجن شأن بقية البحوث التي وقع النزاع فيها حيث ينتصر البعض لنفي وجود حقيقة الجن بينما يدلل الآخرون على وجودهم .
وعلى الأخص اذا كان موضوع النزاع كمثل موضوعنا ، والذي يكون البحث فيه عن وجودات ليست مرئية ، ومشاهدة للعين المجردة ، وحتى بكل وسائل التكبير لان القضية تعود لما وراء ما نعيش فيه من محيط .
والمهم : أن انكار حقيقة الجن لا مجال له بعد تصريح القرآن الكريم بوجودهم ، وبيان الكثير عن أحوالهم ، وان لم تتعرض الآيات الى إعطاء صورةٍ عن حقيقتهم باكثر من أنهم مخلوقون من النار ، وأن خلقهم كان قبل خلق الإِنسان جاء ذلك في قوله تعالى :
( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ) (٢) .
« ونار السموم أي النار الحارة ، وقال عبد الله : هذه السموم جزء من سبعين جزء من السموم التي خرج منها الجان ، وهو مأخوذ من دخولها بلطف في مسام البدن ، ومنه السم القاتل يقال : سم
__________________
(١) اسرار العارفين : ص (١٤١) .
(٢) سورة الحجر : آية ٢٧ .