الداعي به ربه ويمكن القسم منه تعالى في أن يملأ جهنم من الكافرين في الآية الكريمة : ( قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) (١) .
يملأها من إبليس ، وشياطينه ، وكل من تبعه من الجن ، والإِنس .
ومن هذه الفقرة يأخذ الدعاء بتعرضه الى المطلب الثاني وهو اشتراك الجن ، والإِنس في الجزاء على ما يصدر من كلٍ منهم من الجرائم .
ومن هذا المنطلق لا بد لنا من التطرق الى حقيقة الجن ، وكيفية صدور الجرائم منهم ، وخلودهم في النار بعد ذلك كالإِنس فنقول :
الجن (٢) : من الجان (٢) والجان في اللغة هو : الساتر من قولك :
إذا جن الشيء أي : ستره .
والجن : مخلوق من مخلوقات الله مستور عن حواسنا كبشر ، وسمي بهذا الاسم لتواريه عن الأعين كما سمي الجنين جنيناً لهذا السبب لأنه متوارٍ عن الأنظار في بطن أمه .
وقد اختلفوا في حقيقته فقيل : كما عن الشيخ ابن سينا أنه :
حيوان هوائي يتشكل بأشكال مختلفة (٣) .
__________________
(١) سورة ص : آية (٨٤ ـ ٨٥) .
(٢) أقرب الموارد : مادة ( جنن ) .
(٣) أسرار العارفين : ص (١٤١) .