الأذى ومنه سميت الجنة « دار السلام » أي : دار الراحة ، لعدم وجود أي أذىً ، ومزعج فيها بل فيها كل ما تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين . ولذا كانت دار دعة ، واطمئنان . أما كيف تكون النار برداً ، وسلاماً على الناس فهل ذلك بإبدال حقيقتها ، وجعلها كالجنة ، مثلاً ، أو أنها نار ، ولكنها فاقدة الحرارة ، والتأثير ؟
كل ذلك لم يظهر من الفقرة المذكورة كما جرى مثل هذا البحث في تفسير الآية المتقدمة في ابراهيم « عليه السلام » .
فقيل فيها « أن الله سبحانه أحدث فيها برداً بدلاً من شدة الحرارة التي فيها فلم تؤذه » .
وقيل فيها : إن الله حال بينه ، وبينها فلم تصل إليه .
وقيل فيها : غير هذين الوجهين . والمهم ان الله سبحانه قطع على نفسه أن يخلق ناراً ، وان يعذب فيها جاحديه ، ومنكريه ، ويؤدب فيها من البشر من يتعدى على حقوق الآخرين ، فينصف المظلوم بتأديب ظالمه ولولا ذلك لكان الكل يتنعمون بروح الله ورويحانه ، وهم خليط من ظالم ومظلوم . وحينئذٍ فمتى ينال الظالم جزاءه ، وهذا خلاف العدل وبعيد عن الانصاف . لذلك كانت جهنم حداً لكل ذلك .
« لكنك تقدست أسماؤك أقسمت أن تملأها من الكافرين من الجنة والناس أجمعين » .
قدس : طهر ، وتبارك .
وتقدس : تطهر . والمراد وصف أسمائه بانها ، المطهرة ، والمباركة . وهذا نوع من التعظيم يمجد