( إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) (١) .
فيحمل الخلود لمن أشرك على ما لا نهاية لانه لا يغفر ان يشرك به وأما الخلود عند قتل النفس ، وما شاكل من الصفات المذكورة فإنه محمول على الاقتضاء ، ويلحقه الغفران لانه وعد بانه عز وجل يغفر غير الشرك لمن يشاء ، وكل هذه الصفات من غير الشرك . فتكون الآية المذكورة مفصلة بين المقامين الشرك ، وغيره .
« لجعلت النار كلها برداً وسلاماً وما كان لأحدٍ فيها مقراً ولا مقاماً » .
وقوله : « لجعلت النار » جواب لقوله : « لولا ما قضيت به من تعذيب جاحديك ، واخلاد معانديك » .
أي لولا ما سبق في علمك ، وقضائك من خلق النار ، وجعلها جزاءً لمن أشرك بك ، وجحدك لجعلت النار برداً ، وسلاماً ، وما كان لأحدٍ فيها مكان استقرار .
وقد سبق هذا الاستعمال أن جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى :
( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ) (٢) .
والبرد : خلاف الحر . والسلام : كناية عن الراحة ، وعدم
__________________
(١) سورة النساء : آية (٤٨) .
(٢) سورة الأنبياء : آية (٦٩) .