جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ) (١) .
وهؤلاء هم أعوان ملك الموت (٢) وقيل : أن الملائكة تقبض الأرواح ثم يذهب بها ملك الموت ، وقيل : ثم يقبضها منهم ملك الموت .
وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر عن مجاهد قال : جعلت الأرض لملك الموت مثل الطست يتناول من حيث شاء ، وجعلت له اعوان يتوفون الأنفس ، ثم يقبضها منهم (٣) .
وقد دلت روايات عديدة على وجود ملائكة للعذاب ، وملائكة للرحمة ، وغير هؤلاء ، وهؤلاء .
ومنها : ملائكة الحفظ ، وقد نوه القرآن عنهم كما في الآية السابقة من قوله تعالى : ( وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً ) (٤) .
وقال المفسرون عن هؤلاء الحفظة بأنهم الملائكة الذين يحفظون الأعمال ويكتبونها .
هؤلاء هم الملائكة ، وهذه صور من أعمالهم وتجنباً عن الإِطالة عرضنا هذا المقدار وإلا فالمصادر لتفسير القرآن تحمل صوراً كثيرة في هذا المجال . ويكفينا هذا المقدار من النقل اذ ليس لنا كثير فائدة من وراء التحقيق في معرفة مخلوقات حجبهم الله عن عباده ، وعلى
__________________
(١) سورة الأنعام : آية (٦١) .
(٢) مجمع البيان : في تفسير هذه الآية .
(٣) الدر المنثور : ٥ (١٦) .
(٤) سورة الأنعام : آية (٦١) .