ذكر له . أما من ناحية ما يشتمل عليه من مضامين عالية فهذا ما يتكفله الدعاء نفسه حيث نرى بعض الأدعية رصينة من حيث المادة تحمل بين طياتها معاني سامية تفرض . لنفسها هالة من الثقة تحيط بالدعاء ، مما يجعل النفس تركن الى ذلك الدعاء لأن الدعاء لو لاحظناه لرأيناه لا يخرج عن كونه ذلك الرابط الشفاف الذي يربط بين العبد وربه ، ويرفع بنفسه الى المراتب العالية ، فيسهل مهمة الانسجام بين الدعاء والداعي ، وإقباله على الله فيما يناجيه .
ولكن مع كل ذلك نرى للدعاء إذا كان صحيح السند مكانته في نفس الداعي إذ يجد لصدوره من أهله نوعاً من التبرك بقراءته ويستشعر من ذلك أنه مضمون الطريقية لدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أو أحد خلفائه به .
٢ ـ إنشدادنا لهذا الدعاء ، والتفافنا حوله ، ومنشأ ذلك :
أن كثيراً من الأدعية مرتبة في أوقات خاصة بها ـ فمثلاً ـ دعاء الإِمام الحسين عليه السلام او ولده الإِمام زين العابدين عليه السلام يقرآن ، مرة واحدة في السنة في يوم عرفة ، وبعده يودعهما الداعي ليلتقي بهما في العام القادم مرة أخرى اذا سنحت له الفرصة . وهكذا في الأدعية الواردة في الأعياد ، وفي أيام شهر رمضان أو المرتبة لأيام السنة ، وكذا ما يقرأ عند بعض الاحداث التي تلم بالإِنسان ومعنى ذلك أن الداعي لا يقرؤها كثيراً .
نعم : أدعية التعقيبات الواردة بعد الصلوات يلتقي بها الإِنسان كل يوم لكن هذه الأدعية قصيرة وقد لا يلتزم الإِنسان بقراءتها بعد كل صلاة .