ليلة جمعة ، أو في الشهر مرة ، او في السنة مرة ، أو في عمرك مرة تكف وتنصر ، وترزق ، ولن تعدم المغفرة .
يا كميل : أوجب لك طول الصحبة أن نجود لك بما سألت ثم قال : اكتب : « اللهم اني اسألك برحمتك التي وسعت كل شيء » الى آخر الدعاء .
ولنا أن نقف مع نسبة الإِمام عليه السلام لهذا الدعاء الى الخضر عليه السلام وهو نبي من أنبياء الله فما هو المقصود ؟
فهل أن الدعاء بنصوصه ، والفاظه كان من إملاء الخضر ، وبيانه وقد حفظه الإِمام عليه السلام منه ؟ أما كيف حفظه ، وكيف وصل اليه ، فهذا من الأمور الغيبية وأملاه على كميل ، أو أن مضامين الدعاء كان يدعو بها الخضر فإستحسنه الإِمام عليه السلام وصاغه ببيانه وفصاحته الباهرة فجاء بهذه النصوص .
ولعل هذا أقرب من الإِحتمال السابق لأن هذا الاسلوب من البيان وهذه الرقة في التعبير هما من مميزات آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي مقدمتهم الإِمام أمير المؤمنين عليه السلام حيث نجد في مناجاتهم مع الله من رقة التعبير ، ورصانة التركيز ما لا نجده في كثير من أدعية غيرهم .
ولادته ووفاته :
إختلفوا في تاريخ ولادة كميل ، فالعسقلاني في تهذيب التهذيب يقول : قلت : وحكى ابن أبي خثيمة ، أنه سمع يحيى بن معين يقول : مات كميل سنة ثمان وثمانين ، وهو ابن سبعين سنة .