عيناه لقتل الحسين دمعة حتى تسيل على خده بوّأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا »(١).
٦ـ في الصفحة «٣٣» من كتاب « ثورة الحسين» لمؤلفه الشيخ محمد مهدي شمس الدين ، المطبوع في النجف سنة ١٣٩٠هـ قوله :
« لقد بدأت تظهر آثار ثورة الحسين في الوجدان الشعبي من شعر الرثاء لشهداء الثورة ، وفي شعر النوح والتوبة من أولئك الذين قعدوا عن مناصرة الثورة أو ساهموا في الحرب ضدها ... ».
ثم يستطرد المؤلف ويقول :
« ولكن نشوب الثورة في الحجاز ضد الحكم الأموي وامتدادها الى العراق وغيره ، وانطلاق الأعمال الانتقامية ضد الامويين وأعوانهم ، أطلق فيضا من الشعر الرثائي لثوار كربلاء.
ويبدو لي أنه في هذه المرحلة بالذات بدأت المآتم الحسينية بشكل بسيط. ولا بد أنها بدأت على شكل اجتماعات صغيرة ، يعقدها نفر من المسلمين الناقمين من أتباع أهل البيت وغيرهم في بيت أحدهم ، فيتحدثون عن الحسين وعما جرى عليه ، وينتقدون السلطة التي حاربته وامتدادها القانوني المتمثل في السلطة المعاصرة له ويتبرأون منها. وربما تناشدوا شيئا من شعر الرثاء الذي قيل في الثورة ، وفي بطلها وقتلاها ، وقد تطورت هذه المآتم عبر العصور فمرت في أدوار متميزة حتى انتهت الى أيامنا هذه الى الشكل الذي تقام به الآن ... ». ثم يواصل الكاتب كلامه ببيان العوامل التي أنشات هذه المآتم ويقول ماعبارته :
« الرابع : تشجيع أئمة أهل البيت على احياء هذه الذكرى ، وحثهم على نظم الشعر وانشاده في شأنها ، وعقدهم لمجالس الذكرى في بيوتهم ، واستقبالهم للشعراء
__________________
(١) كامل الزيارات : ١٠٠.