١ ـ نقل عن الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليهالسلام المدفون في مشهد طوس بخراسان في إيران أنه قال :
« كان أبي إذا دخل محرم لا يرى ضاحكاً ، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي منه عشرة أيام. فإذا كان اليوم العاشر منه كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه. ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه جدي الحسين » (١).
أقول : أما سبب عدم تحرك أهل البيت ونشاطهم ومواليهم في إحياء ذكرى مجزرة كربلاء ومقتل الامام الشهيد وأصحابه على عهد هذا الامام ، فهو الضغط الشديد عليهم من جراء السياسة الخشنة التي كان يمارسها الخلفاء العباسيون ولا سيما هارون الرشيد ضد آل البيت والعلويين ، وما كان يلاقيه الامام موسى الكاظم من عنت ومعارضة وتحديد لحريته ، وتقييد لحركاته وسكناته من قبل السلطات الممثلة للخلفاء العباسيين ، وكانت نكبة آل البيت وشيعتهم على هذا العهد رهيبة للغاية ، وأصبحت اجتماعاتهم ومجالسهم محدودة جداً ، ومراقبة مراقبة شديدة كما كانت تحصى عليهم حركاتهم وسكناتهم وحتى أنفاسهم. خاصة وأن إمامهم موسى بن جعفر علهيما السلام قضى أكثر أيامه مطارداً أو رهين سجن العباسيين ، ذلك السجن الذي قضى فيه نحبه مسموماً.
هـ ـ بكاء الامام علي بن موسى الرضا عليهماالسلام
وقد امتلأت كتب التاريخ ومؤلفات الرواة بأخبار حزن ونياحة الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليهماالسلام على جده الحسين عليهالسلام وأنقل تالياً نبذاً منها :
١ ـ جاء في كتاب « إقناع اللائم » انه :
« روى الصدوق في الأمالي بسنده عن الرضا عليهالسلام قال : إن المحرم شهر كان
__________________
(١) أمالي الصدوق ٢ : ١١١.