« إنه كان عند ابن زياد الصحابي زيد بن الأرقم ، فقال لابن زياد : إرفع قضيبك ، فو الله لطالما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقبل ما بين هاتين الشفتين. ثم جعل زيد يبكي. فقال له ابن زياد : أبكى الله عينك ، لو لا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك. فنهض زيد وهو يقول : أيها الناس ، أنتم العبيد بعد اليوم ، قتلتم ابن فاطمة وأمرتم ابن مرجانة ، والله ليقتلن خياركم وليستعبدن شراركم ، فبعداً لمن رضي بالذل والعار.
ثم قال : يا ابن زياد ، لاحدثنك بما هو اغلظ عليك من هذا : رأيت رسول الله أقعد حسناً على فخذه اليمنى وحسيناً على فخذه اليسرى ، ثم وضع يده على يافوخيهما ، ثم قال : اللهم إني استودعك إياهما وصالح المؤمنين. فكيف كانت وديعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عندك يا ابن زياد؟ .. ».
ونقل هذا الحادث الطبري (١) أيضاً بسنده عن حميد بن مسلم ، وأورده ابن الأثير في تاريخه باختصار. وكذا أبو حنيفه الدينوري في « الاخبار الطوال » ، وكذا « منتخب كنز العمال » للشيخ علي الهندي ، ولكن بعبارات قليلة الاختلاف.
٢ ـ ومن التابعين الذين بكوا الحسين بغزارة الحسن البصري. ففي « تذكرة الخواص » لسبط ابن الجوزي : قال الزهري : « لما بلغ الحسن البصري قتل الحسين بكى حتى اختلج صدغاه. ثم قال : واذل أمة قتلت ابن بنت نبيها ، والله ليردّنّ رأس الحسين الى جسده ثم لينتقمن له جده وأبوه من ابن مرجانة » (٢).
٣ ـ وممن بكى الحسين وكان قد رآه قبل استشهاده أم سلمة زوجة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والربيع بن خيثم ، وأنس بن مالك وغيرهم.
فقد جاء في الصفحة «٦٧» من كتاب « إقناع اللائم » ما عبارته :
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ : ٣٤٩.
(٢) تذكرة الخواص : ٢٤٠.