الخدمة بعد الانقلاب قبل ختام شهر تموز ١٩٥٨ بأيام. وأضاعوا عليه جميع مزايا خدمته الطويلة. أما هو فقد تقبل هذا الفصل عن طيب خاطر غير عابئ بما حصل إرضاء لضميره وأداء لواجب الوفاء واستجابة لداعية الشهامة والإخلاص.
غير أن السفارة الاردنية الهاشمية في طهران التي كان يديرها وقتئذ السيد وصفي التل بوصفه قائماً بالأعمال والذي أصبح رئيساً للوزارة الأردنية عدة مرات فيما بعد. اتصلت بالأستاذ الشهرستاني في أمسية اليوم الذي فصل به من السفارة العراقية وأوفدت إليه أحد كبار موظفيها عارضة عليه اقتراح قبوله الإنتماء إلى السفارة الأردنية وخدمة الحكومة الهاشمية الأردنية تقديراً لموقفه النبيل من الانقلاب الدموي ضد الأسرة الهاشمية في العراق. فقبل دعوتها شاكراً. ومنذ ذلك التاريخ وحتى آخر أيام حياته تولى منصباً مرموقاً في السفارة الأردنية الهاشمية بطهران وكان له فيها مركزاً ممتازاً. فضلاً عن أنه كان موضع تقدير وثقة رجال الحكم في المملكة الأردنية الهاشمية. وليس أدل على ذلك من منحه وسام الكوكب الذي أنعمه عليه جلالة الملك حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ ١٩ ربيع الأول ١٣٦٨ تقديراً للاوصاف الحميدة التي اتصف بها ( كما جاء في عبارة البراءة الملكية في منح الوسام ) وكتاب التقدير الذي وجهه إليه العلامة السيد أكرم زعيتر وزير الخارجية الأردنية المؤرخ في ٩ / ٥ / ١٩٦٦ وغيرها من رسائل التكريم والتقدير الكثيرة التي تضمها مكتبته العامرة في داره بمصيف شمران بإيران.
وقد نشرت مجلة الاخاء بعددها (٨٢) الصادر في أول ايلول ١٩٦٦ نبأ انعام جلالة الملك حسين على الاستاذ الشهرستاني بوسام الكوكب وهنأته عليه وقدرت ثقة الملك حسين فيه.