٨ ـ وقد أشار ابن نباتة في كتاب خطبه المشهور الذي وضعه ليقرأ على منابر الاسلام في الجمعات ، ولا يزال يقرأ على المنابر الى اليوم حيث قال في الخطبة الثانية للمحرم ضمن ما قال :
« وكان عليه الصلاة والسلام ـ يعني الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ من حبه للحسين يقبل شفتيه ، ويحمله كثيراً على كتفه فكيف لو رآه ملقى على جنبيه ، شديد العطش والماء بين يديه ، وأطفاله يضجون بالبكاء عليه؟ لصاح عليه الصلاة والسلام وخر مغشياً عليه. فتأسفوا رحمكم الله على هذا السبط السعيد الشهيد ، وتسلوا بما أصابه لكم من موت الأحرار والعبيد واتقوا الله حق تقواه .. ».
٩ ـ أما أم سلمة فهي إحدى زوجات الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد تقدم بها العمر الى أواخر سنة ٦١ للهجرة التي توفيت فيها. وتقول الدكتورة بنت الشاطئ في الصفحة «٣٢٠» من كتابها « موسوعة آل النبي » الذي تكرر طبعه عدة مرات في القاهرة وبيروت ، عن هذه السيدة الجليلة ما نصه :
« وتقدم العمر بأم سلمة زوجة النبي حتى امتحنت كما امتحن الاسلام كله بمأساة كربلاء ومذبحة أهل بيت الرسول هناك. وتقول رواية : انها ماتت في آخر سنة ٦١ هجرية ، بعد ما جاءها نعي الحسين بن علي عليهالسلام ـ الى ان تقول بنت الشاطئ ـ : وأم سلمة آخر من مات من نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وصلى عليها أبو هريرة الصحابي ، ودفنت بالبقيع .. ».
١٠ ـ أقول : لقد وصل نبأ فاجعة كربلاء واستشهاد سيد الشهداء الحسين بن علي عليهالسلام وأصحابه في الطف في أواخر شهر محرم سنة ٦١ هـ الى المدينة المنورة ، ثم كان ما كان من هياج أهل الحجاز وخاصة مكة المكرة والمدينة لهذا الحادث الجلل والمصاب العظيم ، مما سيأتي تفصيله في الفصول التالية.
* * *