كانا في جدال دائم تظهر على مسرح الأحداث الواقعة بينهما بألوان شتى ، من مشادات كلامية أو مشاحنات تجعلهما صفين متقابلين أو متقاتلين.
يذكر بعض المؤرخين أن هاشماً وعبد شمس ولدا توأمين ، فولد هاشم ورجله في جبهة عبد شمس ملتصقة ، فلم يقدر على نزعها إلا بدم ، فكانوا يقولون : سيكون بين ولديهما دماء ، فكان كما تشاءموا ووقع بين بني هاشم وبني أمية بن عبد شمس ما وقع من الأحداث الدامية.
لا أعلم مدى صحة هذه القصة التاريخية التي يتناقلها جمع من المؤرخين ، ولكن حدوث أشد الخلاف بينهما على مدى عشرات السنين لو لم نقل مئاتها ، واقع تاريخي طفحت به الكتب وتحدث عنه المحدثون فلا يمكن انكاره. ومن العجب انك ترى بني هاشم على طول الخط ينادون بالتوحيد والخير وبني أمية ينحازون إلى الشرك والشر ، حتى إذا اجبروا ـ ولأسباب ظاهرة أو خفية ـ على الانضواء تحت راية الدين وترك الشرك فانهم يدأبون على الكيد به ويحاولون بكل جهدهم هدمه بأسم الدين.
ان أبا سفيان قاوم دعوة النبي الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم بكل ما أوتي من حول وطول ، أثار الحروب الطحناء وجمع المشركين في صفوف طويلة معادية للنبي ، فلما جاء فتح مكة ودخل الناس في دين الله أفواجاً ولم يجد بدأ من الرضوخ للحق ، أظهر كلمة الاسلام بلسانه حقناً لدمه ومحافظة على نفسه ، ولكنه في نفس الوقت يقول للعباس بن عبد المطلب « ان ملك ابن أخيك لعظيم » إنكاراً للنبوة وتوجيه الانتصار الالهي الى أسباب دنيوية كالأسباب التي تتأتى للملوك. ويحرض علياً عليهالسلام على القيام بعد بيعة السقيفة ، هادفاً من ذلك شق عصى المسلمين وإعلان الخلاف في تلك البرهة العصبية لتحقيق ما في نفسه من تحطيم الاسلام وهو لا يزال فتياً لم ترسخ قواعده كل الرسوخ. ويقوم بعد البيعة لعثمان مخاطباً أحداث بني أمية « تلقفوها » ... وهكذا دواليك من المواقع التاريخية التي تراه يحاول فيها اثارة الفتن