فعينيي جودا بالدموع وأسكبا |
|
وجودا بدمع بعد دمعكما معا |
على من دهى عرش الجليل فزعزعا |
|
فأصبح هذا المجد والدين أجدعا |
على ابن نبي الله وابن وصيه |
|
وإن كان عنا ساخطاً الدار أثسعا |
ثم قالت : أيها الناعي جددت حزننا بأبي عبد الله ، وخدشت منا قروحاً لم تندمل ، فمن أنت رحمك الله؟ فقلت : أنا بشر بن حذلم ، وجهني مولاي علي بن الحسين وهو نازل بوضع كذا مع عيال أبي عبد الله الحسين ونسائه. قال : فتركوني مكاني وغادروني. فضربت فرسي حتى رجعت ، فوجدت الناس قد أخذواالطرق والمواضع ، فنزلت عن فرسي وتخطأت رقاب الناس حتى قربت من باب الفسطاط وكان علي بن الحسين داخلاً فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه ، وخلفه خادم معه كرسي فوضعه له ، وجلس عليه وهو لا يتمالك من العبرة ، وارتفعت اصوات الناس بالبكاء من كل ناحية يعزونه ، فضجت تلك البقعة ضجة شديدة ، فأومأ بيده أن اسكتوا ، فسكنت فورتهم ، فخطب فيهم خطبة مؤثرة ثم دخل زين العابدين الى المدينة فرآها موحشة باكية ، ووجد ديار أهله خالية ، تنعى أهلها ، وتندب سكانها ... » ، وهكذا أقامت مدينة الرسول أياماً بلياليها تشهد المأتم الرهيب ، وتصغي الى النواح الفاجع.
٧ ـ في الصفحة «٢١٨» من كتاب « سكينة بنت الحسين » السالف ذكره ما عبارته : « المؤرخون يقررون : أن المدينة كلها كانت في مأتم عام لسيد الشهداء ، وأن أمها الرباب ـ أي أم سكينة ـ قد أمضت عاما بأكمله حادة حزينة حتى لحقت بزوجها الشهيد ، وأن أم البنين بنت حزام بن خالد العامرية ، زوجة الامام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، كانت تخرج الى البقيع كل يوم فتبكي أبناءها الأربعة .. ».
٨ ـ روى الشيخ الطوسي في أماليه المجلد الأول الصفحة ٣٢٢ بسنده عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه أبي المقدام ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : « بينا أنا راقد في منزلي اذ سمعت صراخاً عالياً من بيت أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فخرجت