فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي. فمما كانت ترثي به قولها في أولادها الأربعة :
لا تدعيني ويك أم البنين |
|
تذكريني بليوث العرين |
كانت بنون لي أدعى بهم |
|
واليوم أصبحت ولا من بنين |
أربعة مثل نسور الربى |
|
قد واصلوا الموت بقطع الوتين |
تنازع الخرصان أشلاءهم |
|
وكلهم أمسى صريعاً طعين |
يا ليت شعري أكما أخبروا |
|
بان عباساً قطيع اليمين |
وفي الصفحة «١٠٩» من الكتاب نفسه ما عبارته : « وروي عن علي بن الحسين عليهالسلام أنه نظر يوماً الى عبيد الله بن العباس بن علي فاستعبر ... ».
٦ ـ جاء في الجزء «١ : ١٥٣» من كتاب « المجالس السنية » أيضاً ما نصه : « قال بشير بن حذلم ، وكان من جملة ركب الأسارى والسبايا ، ومعروفاً بقرض الشعر : بأنه حينما وصل ركب السبايا والأسرى ضواحي المدينة المنورة قال لي الامام زين العابدين عليهالسلام : ادخل المدينة وانع أبا عبد الله الحسين عليهالسلام. قال بشير : فركبت فرسي وركضت حتى دخلت المدينة ، فلما بلغت مسجد النبي رفعت صوتي بالبكاء ، وأنشدت أقول :
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها |
|
قتل الحسين فادمعي مدرار |
الجسم منه بكربلاء مضرج |
|
والرأس منه على القناة يدار |
ثم قلت : يا أهل المدينة ، هذا علي بن الحسين مع عماته وأخواته قد حلوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم ، وأنا رسوله اليكم أعرفكم مكانه. قال بشير : فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهن وهن يدين بالويل والثبور ، ولم يبق في المدينة أحد إلا وخرج وهم يضجون بالبكاء ، فلم أر باكياً أكثر من ذلك اليوم ، ولا يوماً أمر على المسلمين منه بعد وفاة رسول الله وسمعت جارية تنوح على الحسين وتقول :
نعي سيدي ناع نعاه فأوجعا |
|
وأمرضني ناع نعاه فأفجعا |