ناراً. ثم بكت حتى غشي عليها ». وذكر هذا الحديث « الصواعق المحرقة » (١) أيضاً.
١٠ ـ ذكر ابن الاثير في تاريخه صفحة «٣٨» مجلد «٤» ونقلت ذلك « موسوعة آل النبي » صفحة «٧٤٨» ما يلي : « قال ابن عباس : رأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الليلة التي قتل فيها الحسين وبيده قارورة وهو يجمع فيها دماً. فقلت : يا رسول الله ما هذا؟ قال : هذه دماء الحسين وأصحابه أرفعها الى الله تعالى فأصبح ابن عباس فأعلم الناس بقتل الحسين وقص عليهم رؤياه ».
وعلقت الدكتورة بنت الشاطئ في الصفحة نفسها من موسوعتها تلك على ذلك بقولها : « عندما نادى المنادي بقدوم علي بن الحسين الى المدينة ، وانتشر صدى النعي حتى بلغ سفح أحد ، ارتد الى البقيع ، فقباء ، خافتاً ممزقاً وما لبث أن تلاشى في صراخ الباكين وعويل المناديات. وبلغ العويل سمع أمير المدينة عمرو بن سعيد الأشدق فابتهج وقال :
عجت نساء بني زياد عجة |
|
كعجيج نسوتنا غداة الارنب |
يوم بيوم عثمان ، وناعية بناعية عثمان. ولم تبق مخدرة في المدينة إلا برزت من خدرها نائحة معولة ... ».
أقول : لقد نقل أقوال عمرو بن سعيد كل من تاريخ الطبري ، وابن الأثير ، وغيرهما من كتب المقتل.
ثم تواصل الدكتورة بنت الشاطئ كلامها فتقول : « وأهل الركب الحزين على الجموع التي خرجت لاستقباله ، فما رأت مدينة الرسول افجع مشهداً ، ولا رأت مثل ذلك اليوم أكثر باكياً وباكية ... ».
وختمت الكاتبة قولها بما يلي :
« وأقامت مدينة الرسول أياماً بلياليها تشهد المأتم الرهيب ، وتصغي الى
__________________
(١) الصواعق المحرقة : ٢٩٧ قطعه منه ، تاريخ ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام : ٦٣ و ٦٥.