ثم أخذت بعضادتي باب مسجد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقالت بلهفة : يا جداه إني ناعية اليك أخي الحسين. ولا زالت بعد ذلك لا تجف لها عبرة ولا تفتر من البكاء والنحيب. وكلما نظرت الى علي بن الحسين عليهالسلام تجددت احزانها وزاد وجدها ... ».
١٦ ـ وفي الصفحة «١٥١» من الكتاب نفسه عند وصف وفود المعزين في المدينة على آل النبي للمواساة والتسلية يقول : « وكانت العائلة النبوية تجدد ذكراها في المدينة صباح مساء في حزن عميق ، وشجن عظيم .. وتبكي على الحسين رجالاً ونساء ... ».
ثم يستطرد فيقول : « وكان وجوه المسلمين والموالون لآل البيت يفدون على بيوت آل النبي بالمدينة معزين ومواسين ، وكان الواحد منهم يعبر عن مشاعره وأحزانه بأبلغ ما أوتي من روعة وقوة البيان ، وحسن المواساة لهذه المصيبة ، حتى تركوا ثروة أدبية رائعة في أدب التسلية والمواساة ... وبقيت بيوت آل البيت مجللة بالحزن والسواد ، ولا توقد فيها النيران .. ».
ويختم الكاتب الجليل كلامه بقوله : « فصارت المآتم منهم وفيهم تقام في السنة مرة بعد ما كانت مستمرة .. ».
١٧ ـ جاء في الصفحة «١٦٢» من « إقناع اللائم » عند ذكر أم البنين ونياحتها في المدينة على استشهاد أولادها الأربعة في فاجعة كربلاء ما عبارته : « وكانت تقول في ندبتها ، كما عن الأخفش في شرح كامل المبرد :
يا من رأى العباس كر |
|
على جماهير النقد (١) |
ويلي على شبلي أما |
|
ل برأسه صوب العمد |
لو كان سيفك في يد |
|
يك لما دنا منك أحد |
__________________
(١) النقد : جنس من الغنم قصار الأرجل قباح الوجوه ، وزاد البيت حسناً ان العباس من اسماء الاسد.