وجهٍ ، على حدِّ ما يؤخذ متعلَّقاً للتكليف ، فالتزم لأجل ذلك بالمغايرة السنخية بين الصورة العلمية الإجمالية ، والصورة العلمية التفصيلية ، وصرّح في المقالات (١) : بأنّ العلم الإجمالي بالإضافة إلى معلومه ليس علماً تفصيلياً.
إلّا أنّك عرفت مرجعيته إلى العلم التفصيلي بالجامع ، ولكن الجامع الذي يكون معلوم الوجوب في مورد العلم الإجمالي بوجوب الظهر أو الجمعة ليس على حدّ الجامع الذي يكون متعلَّقاً للتكليف عند من يرى أنّ الوجوب الشرعي تعلّق بالجامع بين الظهر والجمعة على نحو التخيير ، فإنّ هذا الجامع المأخوذ في متعلّق التكليف ليس متخصّصاً أصلاً ، وليس متعيّناً بالحمل الأولي ، بخلاف الجامع المدّعى في المقام فإنّ العالم بالإجمال يعلم بتخصصه ، وإن كان واقع خصوصيته غير منكشفٍ لديه فمعلومه هو الإلزام بالجامع المتخصّص ، إلّا أنّ هذا لا يخرجه عن كونه جامعاً.
فحينئذٍ : إن اريد بالعدول عن مبنى تعلّق العلم الإجمالي بالجامع أنّه ليس متعلّقاً بما هو من سنخ الجامع المأخوذ في متعلّق التكليف فيرد عليه : أنّه وإن كان صحيحاً إلّا أنّه ليس معنى ذلك إنكار كون العلم الإجمالي بالإضافة إلى معلومه علماً تفصيلياً ، كما صرّح به في المقالات ، ولا كون الصورة العلمية بالإضافة إلى الواقع كالمجمل إلى المفصَّل ، لا الكلّي إلى الفرد ، كما صرّح به بعض الأجلّة من مقرِّري بحثه (٢) ، بل الصورة العلمية صورة تفصيلية لجامعٍ وهو مفهوم الإنسان المتخصّص مثلاً ، ويكون الواقع فرداً لهذا الجامع.
وإن اريد بالعدول المزبور أنّ العلم الإجمالي ليس علماً تفصيلياً بالجامع
__________________
(١) مقالات الاصول ٢ : ٢٣٠
(٢) هو الشيخ البروجردي في نهاية الأفكار ٣ : ٢٩٩