نَفْسٍ ..) أي أنه إذا قامت القيامة يود الكافر لو افتدى من عذاب الله بملء الأرض ذهبا.
وأسروا الندم : وهو ما يجد الإنسان في نفسه من الألم والحسرة عقب كل فعل ضارّ ، لما رأوا العذاب الشديد ، فصاروا مبهوتين متحيرين. وقد يجهرون بالندم كما قال : (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) [الزمر ٣٩ / ٥٦] ثم بين تعالى أنه لا ظلم حينئذ فقال : (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ..) أي وحكم الله بين الظالمين والمظلومين بالعدل. لأن الكفار وإن اشتركوا في العذاب ، فإنه لا بد وأن يقضي الله تعالى بينهم بالحق ، رفعا لما ظلم به بعضهم بعضا في الدنيا ، فيكون في القضاء تخفيف عذاب بعضهم ، وتثقيل عذاب الباقين.
ثم أتبع ذلك الاعلام وأنه ليس للظالم شيء يفتدي به ، بأن الملك كله لله وأنه المعاقب فإن الله مالك السموات والأرض ، وكل الأشياء ملكه وفي سلطانه ، وأن وعده حق كائن لا محالة ، ولكن أكثر الكفار منكري البعث والجزاء لا يعلمون أمر الآخرة والمعاد ، لغفلتهم عنها ، وعدم إيمانهم بالإله القادر الحكيم ، فأبان تعالى لهم الحقيقة ، وأن كل ما سواه مملوك له.
والدليل على قدرته تعالى على البعث والجزاء والثواب والعقاب أنه تعالى هو المحيي والمميت ، وإليه مرجع الخلائق حين يحييهم بعد موتهم ، فيحشرهم للحساب والجزاء على أعمالهم.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يلي :
١ ـ عذاب الكفار شديد مضاعف في الدنيا والآخرة ، ففي الدنيا يعذبون بالهزيمة والذل والخزي ونحوها من القلق والخوف ، وفي الآخرة بعذاب النار.