ـ ٢ ـ
إحضار فرعون السّحرة لمقاومة دعوة موسى
(وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ (٧٩) فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (٨٠) فَلَمَّا أَلْقَوْا قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (٨١) وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨٢))
الإعراب :
(ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ فَلَمَّا) : إما اسم موصول بمعنى الذي ، وإما استفهامية ، فإذا كانت اسما موصولا كانت مع الصّلة في موضع رفع بالابتداء ، و (السِّحْرُ) : خبره. وإذا كانت استفهاما كانت أيضا مبتدأ ، و (جِئْتُمْ بِهِ) الخبر ، و (السِّحْرُ) خبر مبتدأ مقدر ، تقديره : هو السحر.
ويجوز أن تكون (فَلَمَّا) في موضع نصب على تقدير فعل بعد (فَلَمَّا) وتقديره : أي شيء أتيتم أو جئتم به ، و (السِّحْرُ) خبر مبتدأ مقدر أي هو السحر.
ولا يجوز أن تكون (فَلَمَّا) في موضع نصب إذا كانت بمعنى الذي ؛ لأن ما بعدها صلتها ، والصّلة لا تعمل في الاسم الموصول ، ولا تكون تفسيرا للعامل الذي تعمل فيه.
البلاغة :
(وَيُحِقُّ الْحَقَ) بينهما جناس اشتقاق.
المفردات اللغوية :
(ساحِرٍ عَلِيمٍ) حاذق في السحر ، فائق فيه. (فَلَمَّا أَلْقَوْا) حبالهم وعصيهم. (ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ) أي الذي جئتم به هو السّحر ، لا ما سمّاه فرعون وقومه سحرا وهو المعجزات. (إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ) سيمحقه أو سيظهر بطلانه. (إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) لا يثبته ولا يقويه. وفيه دليل على أن السّحر إفساد وتمويه لا حقيقة له. (وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَ) أي يثبته ويظهره. (بِكَلِماتِهِ) بأوامره وقضاياه. (وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) ذلك.