اعتذار المنافقين المتخلفين عن غزوة تبوك وحلفهم الأيمان الكاذبة
(يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٤) سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٩٥) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (٩٦))
الإعراب :
(قَدْ نَبَّأَنَا) نبّأ : بمعنى أعلم ، وهو يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل ، ويجوز أن يقتصر على واحد ، ولا يجوز أن يقتصر على اثنين دون الثالث. ولهذا لا يجوز أن يكون (نُؤْمِنَ) في قوله : (مِنْ أَخْبارِكُمْ) زائدة ، وإنما تعدى إلى مفعول واحد ، ثم تعدى بحرف جر.
(جَزاءً بِما ...) يجوز أن يكون مصدرا ، وأن يكون علة أي مفعولا لأجله.
البلاغة :
(عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) بينهما طباق ، وقوله : (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ ..) أي إليه ، فوضع الوصف موضع الضمير ، للدلالة على أنه مطلع على سرّهم وعلنهم ، لا يفوت عليه شيء من ضمائرهم وأعمالهم.
(لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) فيه أيضا إظهار في موضع الإضمار ؛ لزيادة التشنيع والتقبيح ، وأصله : لا يرضى عنهم.